وعلى هذا الأساس فلابدّ أن يحبّ المسلم عليّاً وأولاده الأئمة الطاهرين أكثر من الناس أجمعين بما في ذلك الأهل والأولاد ، ولا يتمّ الإيمان إلاّ بذلك؛ لأنّ رسول اللّه قال : « لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحبّ إليه ... » الحديث.
فالشيعة أذاً لا يغالون وإنّما يعطون كلّ ذي حقّ حقّه ، وقد أمرهم رسول اللّه أن ينزلوا عليّاً بمنزلة الرأس من الجسد ، وبمنزلة العينين من الرأس ، فهل هناك من الناس من يتنازل عن عينيه أو عن رأسه؟
ولكن في المقابل هناك مغالاة عند أهل السنّة والجماعة في حبّ الصحابة وتقديسهم في غير محلّه ، وإنّما يبدو أنّها ردّ فعل على الشيعة الذين لم يقولوا بعدالة الصحابة أجمعين ، فكان الأمويون يرفعون من شأن الصحابة ويحطّون من قيمة وشأن أهل البيت النبوي حتى إذا صلّوا على محمّد وآله أضافوا إليهم : وعلى أصحابه أجمعين؛ لأنّ في الصلاة على أهل البيت فضل لم يسبقه سابق ولا يلحقه لاحق ، فأرادوا أن يرفعوا الصحابة إلى تلك الدرجة العلية ، وغفلوا عن أنّ اللّه سبحانه أمر المسلمين وعلى رأسهم الصحابة أجمعين أن يصلّوا على محمّد وعليّ وفاطمة والحسنين ، ومن لم يصلِّ عليهم فصلاته مردودة لا يقبلها اللّه إذا اقتصرت على محمّد