ركعتين ، ثم قلتُ : اللّهم يسّر لي جليساً صالحاً ، فأتيت قوماً فجلستُ إليهم ، فإذا شيخٌ قد جاء حتّى جلس إلى جنبي ، قلتُ من هذا؟ قالوا : أبو الدرداء ، قلتُ : إنّي دعوتُ اللّه أن ييسّر لي جليساً صالحاً فيسّرك لي.
قال : مّمنْ أنت؟ فقلتُ : من أهل الكوفة ، قال : أو ليس عندكم ابن أُمّ عبد صاحبُ النعلين والوساد والمطهرة ، وفيكم الذي أجاره اللّه من الشيطان على لسان نبيّه صلىاللهعليهوآلهوسلم ، أوليس فيكم صاحبُ سرّ النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم الذي لا يعلمُ أحد غيرهُ ، ثم قال : كيف يقرأ عبداللّه : ( وَاللَيْلِ إِذَا يَغْشَى ) فقرأت عليه : ( والليل إذا يغشى والنهار إذا تجلّى والذكر والأُنثى ) قال : واللّه لقد أقرأنيها رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم من فيه إلى فىَّ (١).
ثمّ زاد في رواية أُخرى قال : مازال بي هؤلاء حتّى كادوا يستنزلوني عن شيء سمعته من رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم (٢).
وفي رواية قال : ( والليل إذا يغشى والنهار إذا تجلّى والذكر والأُنثى ) قال : أقرأنيها النُّبي صلىاللهعليهوآلهوسلم من فاهُ إلى فىَّ ، فما زال هؤلاء
__________________
١ ـ صحيح البخاري ٤ : ٢١٥ ، كتاب فضائل أصحاب النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، باب مناقب عمّار وحذيفة.
٢ ـ المصدر نفسه.