البيت عليهمالسلام والقرآن الكريم ، فقد قال تعالى : ( فَلا اُقْسِمُ بِمَوَاقِـعِ النُّجُومِ * وَإنَّهُ لَـقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ * إنَّهُ لَـقُرْآنٌ كَرِيمٌ * فِي كِتَاب مَكْـنُون * لا يَمَسُّهُ إلاّ المُطَهَّرُونَ ) (١).
فهذه الآيات تشير بدون لبس إلى أنّ أهل البيت عليهمالسلام وعلى رأسهم رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم هم الذين يدركون معاني القرآن الغامضة ، لأنّا لو أمعنّا النظر في القَسَم الذي أقسَم به ربّ العزّة والجلالة لوجدنا مايلي :
إذا كان اللّه تعالى يُقسم بالعصر وبالقلم وبالتين وبالزيتون ، فعظمة القَسَم بمواقع النجوم بيّنة ، لما تنطوي عليه من أسرار وتأثير على الكون بأمره سبحانه ، ونلاحظ تعزيز القسم في صيغة النفي والإثبات ، فبعد القَسم يؤكد سبحانه : ( إنَّهُ لَـقُرْآنٌ كَرِيمٌ * فِي كِتَاب مَكْـنُون ) ، والمكنون ما كان باطناً ومستتراً ، ثم يقول عزّ وجلّ : ( لا يَمَسُّهُ إلاّ المُطَهَّرُونَ ) ، و ( لا ) هنا للنفي ، ويمسّه تعني يدركه ويفهمه ، وليس المقصود بها لمس اليد (٢) ، فهناك فرقٌ بين اللّمس
__________________
١ ـ الواقعة : ٧٥ ـ ٧٩.
٢ ـ ذكر القرطبي في تفسيره عند ذكره عدّة تفاسير لها ، منها : ما نقله عن الحسين بن الفضل حيث قال : « لا يعرف تفسيره وتأويله إلاّ من طهّره اللّه من الشرك والنفاق ».
وقال الآلوسي أيضاً في تفسيره روح المعاني في ذيل الآية ـ بعد ما ذكر أنّ