__________________
يا أُماه إنّي خشيت على دمي ، وهذه بيعة ضلال! فقالت : أرى أن تبايع ، فخرج جابر فبايع بسر بن أرطأة لمعاوية كارهاً ».
فهذا جابر تأمره أم سلمة أن يحقن دمه ويبايع ، أي يتقي بسر بن أرطأة الذي أرسله معاوية للمدينة لأخذ البيعة له ، بل ويصرّح في رواية ابن حبان أنها بيعة ضلال مع أنه بايع!! وحينئذ لا معنى لبيعته إلاّ أنها تقية من بني أمية وبطش معاوية.
وقال الإمام الشوكاني في نيل الأوطار : « قوله : إن زياد بن أبي سفيان ، وقع التحديث بهذا في زمن بني أمية ، وأمّا بعدهم فما كان يقال له إلاّ زياد بن أبيه ، وقبل استلحاق معاوية له كان يقال له زياد بن عبيد ... فلمّا كان في أيام معاوية شهد جماعة على إقرار أبي سفيان بأنّ زياداً ولده فاستلحقه معاوية بذلك وخالف الحديث الصحيح : إنّ الولد للفراش وللعاهر الحجر ، وذلك لغرض دنيوي ... وقد أجمع أهل العلم على تحريم نسبته إلى أبي سفيان ، وما وقع من أهل العلم في زمان بني أمية فإنّما هو تقية ». نيل الأوطار : ٥ : ١٩٤.
فهذه رواية وشهادة من علم من أعلام أهل السنّة على سطوة معاوية وظلمه التي حدث بالصحابة وغيرهم لاستخدام التقية معه.
وأمّا النقطة الثانية :
فإنّ معاوية كان ظالماً معتدياً على حقّ اللّه وحقّ عباده ، بل ارتكب معاوية ما هو أشدّ من الظلم والبغي والخروج على الإمام الذي تجب طاعته ، وهذه الروايات والأقوال تبين ظلم معاوية وبغيه :
١ ـ روي البيهقي وابن أبي شيبة وابن عساكر بسند متصل عن عمّار بن ياسر أنه : « لا تقولوا كفر أهل الشام ، ولكن قولوا فسقوا أو ظلموا » السنن الكبرى