سبحانه إنمّا يؤاخذ العباد بما عقدتْ عليه قُلوبهم (١).
وأخرج أبن أبي شيبة ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم عن مجاهد قال : نزلتْ هذه الآيه في أُناس من أهل مكّة آمنوا ، فكتب إليهم بعض الصحابة بالمدينة : أن هاجروا فإنّا لا نرى أنكم منّا حتّى تهاجروا إلينا ، فخرجوا يريدون المدينة فأدركتهم قريش في الطريق ففتنوهم ، فكفروا مكرهين ، ففيهم نزلت هذه الآية : ( إلاّ مَنْ اُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإيمَانِ ) (٢).
وأخرج البخاري في صحيحه في باب المداراة مع الناس ، ويذكر عن أبي الدرداء قال : « إنّا لنُكشّر في وجوه أقوام وأن قلوبنا لتلعَنُهم » (٣).
وأخرج الحلبي في سيرته قال : لمّا فتح رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم مدينة خيبر ، قال له حجاج بن علاط : يارسول اللّه إن لي بمكّة مالاً ، وإن لي بها أهلاً ، وأنا أُريد أن آتيهم فأنا في حلّ إن أنا نلتُ منكَ ، وقلتُ شيئا؟ فأذن له رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم أن يقول مايشاء (٤).
__________________
١ ـ الدر المنثور ٤ : ١٣٢ ، تفسير الطبري ١٤ : ٢٣٨ ، سنن البيهقي ٨ : ٢٠٩.
٢ ـ الدرّ المنثور ٤ : ١٣٢ ، تفسير القرطبي ١٠ : ١٨١.
٣ ـ صحيح البخاري ٧ : ١٠٢ ، كتاب الأدب ، باب ٨٣ المداراة مع الناس.
٤ ـ السيرة الحلبية ٣ : ٧٦ ، مسند أحمد ٣ : ١٣٨ ، المصنّف لابن أبي شيبة ٥ : ٤٦٦ ح ٩٧٧١ ، السنن للنسائي ٥ : ١٩٤ ح ٨٦٤٦.