وأخرج عبدالرزاق ، وابن سعد ، وابن جرير ، وابن أبي حاتم ، وابن مردويه ، وصحّحه الحاكم في المستدرك ، والبيهقي في الدلائل ، قال : أخذ المشركون عمّار بن ياسر فلم يتركوه حتّى سبّ النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وذكر آلهتم بخير ثمّ تركوه ، فلمّا أتى رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : ماوراءك شيء؟ قال : شرّ ، ما تركتُ حتّى نلتُ منك وذكرتُ آلهتهم بخير ، قال : كيف تجد قلبك؟ قال : مطمئنّ بالإيمان ، قال : إن عادوا فعد ، فنزلتْ ( إلاّ مَنْ اُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإيمَانِ ) (١).
وأخرج ابن سعد عن محمّد بن سيرين : إنّ النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم لقي عمّاراً وهو يبكي ، فجعل يمسحُ عن عينيه ويقول : « أخذك الكفّار فغطّوك في الماء فقلتَ كذا وكذا ، فإن عادوا فقل لهم ذلك » (٢).
وأخرج ابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، والبيهقي في سننه من طريق علي ، عن ابن عبّاس في قوله تعالى : ( من كفر باللّه ... ) الآية ، قال : أخبر اللّه سبحانه : أنّ من كفر باللّه من بعد إيمانه فعليه غضَبٌ من اللّه وله عذاب عظيم ، فأمّا من أكره فتكلّم بلسانه وخالفه قلبهُ بالإيمان لينجُوا بذلك من عدوّه فلا حرج عليه؛ لأنّ اللّه
__________________
١ ـ سورة النحل : ١٠٦ ، والنصّ في الدر المنثور ٤ : ١٣٢ ، المستدرك للحاكم ٢ : ٣٥٧ ، وسنن البيهقي ٨ : ٢٠٨.
٢ ـ الطبقات الكبرى لابن سعد ٣ : ٢٤٩ ، الدر المنثور ٤ : ١٣٢ ، سير أعلام النبلاء ١ : ٤١١.