هذه القصّة وإن كان معناها التغيير والتبديل في الحكم ولكن لا تقطع بأنّه بدا للّه فيها.
وأقول هذا لأنّه كثيراً ما كنتُ أستعرض قصّة المعراج للاستدلال بها على القول بالبداء عند أهل السنّة ، فأعترض علىّ بعضُهم بهذا الرأي ، ولكنّهم سلّموا بعدها عندما أوقفتهم على رواية أُخرى من صحيح البخاري تذكر البداء بلفظة صراحة لا لبس فيها.
فقد روى البخاري عن أبي هريرة أنّ رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : « إنّ ثلاثة من بني إسرائيل أبرص وأعمى وأقرع بدا للّه أن يبتليهم ، فبعث إليهم ملكاً فأتى الأبرص ، فقال : أيّ شيء أحبّ إليك؟ فقال : لون حسن وجلد حسن ، قد قذرني الناس ، فمسحه فذهب عنه ، فأعطي لوناً حسناً وجلداً حسناً ، ثمّ قال له : أيّ المال أحبّ إليك؟ فقال : الإبل ، فأُعطي ناقة عشراء.
وأتى الأقرع فقال : أيّ شيء أحبّ إليك؟ قال : شعر حسن ويذهبُ عني هذا ، قد قذرني الناس ، فمسحه فذهب عنه وأعطي شعراً حسناً ، ثمّ قال له : أيّ المال أحبّ إليك؟ فقال : البقر ، فأعطاه بقرة حاملاً.
وأتى الأعمى فقال : أيّ شيء أحبّ إليك؟ قال : يرد اللّه بصري ، فمسحه فردّ اللّه إليه بصره ، قال : فأيّ المال أحب إليك؟ قال : الغنم ،