فأعطاه شاة ولوداً ...
ثمّ رجع الملك بعدَ أن تكاثرت عند هؤلاء الإبل والبقر والغنم حتّى أصبح يملك كلّ منهم قطيعاً ، فأتى الأبرص والأقرع والأعمى كلّ على صورته ، وطلب من كلّ واحد منهم أن يعطيه ممّا عنده ، فردّه الأقرع والأبرص ، فأرجعهما اللّه إلى ماكانا عليه ، وأعطاه الأعمى فزاده اللّه وأبقاه مبصراً » (١).
ولهذا أقول لأخواني قول اللّه تعالى :
( يَا أيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَومٌ مِنْ قَوْم عَسَى أنْ يَكُونُوا خَيْراً مِنْهُمْ وَلا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاء عَسَى أنْ يَكُنَّ خَيْراً مِنْهُنَّ وَلا تَلْمِزُوا أنفُسَكُمْ وَلا تَـنَابَزُوا بِالألْقَابِ بِئْسَ الاِسْمُ الفُسُوقُ بَـعْدَ الإيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَـتُبْ فَاُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ) (٢).
كما أتمنّى من كلّ قلبي أن يثوب المسلمون إلى رشدهم وينبذُوا التعصّب ويتركوا العاطفة؛ ليحلّ العقلُ محلّها في كلّ بحث حتى مع أعدائهم ، وليتعلّموا من القرآن الكريم أُسلوب البحث والنقاش والمجادلة بالتي هي أحسن ، فقد أوحى إلى رسوله صلىاللهعليهوآلهوسلم بأنْ يقول
__________________
١ ـ صحيح البخاري ٤ : ١٤٦ ، كتاب أحاديث الأنبياء ، باب حديث أبرص وأعمى وأقرع صحيح مسلم ٨ : ٢١٣ ، كتاب الزهد والرقائق.
٢ ـ الحجرات : ١١.