وبعد هذا البيان من القرآن الكريم والسنّة النبوية الشريفة ، وأقوال الإمام عليّ الدالة كلّها على عصمتهم سلام اللّه عليهم؛ هل يرفض العقلُ عصمة من يصطفيه اللّه سبحانه للهداية؟
والجواب : كلاَّ ، لا يرفض ذلك ، بل العكس ، العقل يقول بوجوب تلك العصمة؛ لأنّ من توكَلُ إليه مهمّة القيادة وهداية البشريّة لايمكنُ أن يكون إنساناً عادياً يعتريه الخطأ والنسيان ، وتُثقل ظهره الذنوب والأوزار ، فيكون عُرضة لانتقاص الناس ونقدهم ، بل العقل يفرض أن يكون أعلم الناس في زمانه وأعدلهم وأشجعهم وأتقاهم ، وهي صفاتٌ ترفَعُ من شأن القائد وتُعظّمه في أعين الناس ، وتجلب له احترام الجميع وتقديرهم ، وبالتالي طاعتهم له بدون تحفّظ ولاتملّق.
وإذا كان الأمر كذلك ، لماذا كلّ هذا التشنيع والتهويل على مَن يعتقد بذلك؟
ويخيّلُ إليك وأنت تسمع وتقرأ انتقاد أهل السنّة على موضوع العصمة بأنّ الشيعة هم الّذين يقلّدون وسام العصمة لمن أحبّوا ، أو أنّ القائل بالعصمة يكون مُنكراً وكفراً!! فلا هذا ولا ذاك ، إنّما العصمة عند الشيعة هي أن يكون المعصوم مُحاطاً بعناية إلهيّة ورعاية ربّانية ،
__________________
من أئمة أهل البيت وهو في الحقيقة غير ميت ، لبقاء روحه ساطعة النور في عالم الظهور ( المؤلّف ).