وهذا الحديث هو الآخر صريح في عصمة الإمام ، كما لايخفى على أُولي الألباب.
والإمام عليّ نفسه أثبت العصمة لنفسه وللأئمة من ولده عندما قال : « فأين تذهبون وأنّى تؤفكون؟ والأعلام قائمةٌ والآياتُ واضحةٌ ، والمنار منصوبةٌ فأين يُتاه بكم ، بل كيف تعمهون وبينكم عترة نبيكم ، وهم أئمة الحقّ ، وأعلام الدين ، وألْسنةُ الصدق؟ فأنزلوهم بأحسن منازل القرآن ، وردوهم ورود الهيم العطاش.
أيها الناس خذوها من خاتم النبيّين صلىاللهعليهوآلهوسلم : إنّه يموت من ماتَ منّا وليس بميّت ، ويبلى من بلي منّا وليس ببال ، فلا تقولوا بما لا تعرفون ، فإنّ أكثر الحقّ فيما تنكرون ، واعذروا من لا حجّة لكم عليه وأنا هو ، ألم أعمل فيكم بالثقل الأكبر وأترك فيكم الثقل الأصغر ، وركزتُ فيكم راية الإيمان ... » (١).
__________________
٦٢٠ ح ٣٣٠١٢ عن الديلمي ، شواهد التنزيل للحسكاني ١ : ٣٨١ ، نظم درر السمطين : ٩٠ ، تاريخ دمشق ٤٢ : ٣٥٩ ، الدر المنثور للسيوطي ٤ : ٤٥ عن ابن جرير وابن مردويه وأبي نعيم والديلمي وابن عساكر وابن النجار ، وفي المستدرك ، باب فضائل أمير المؤمنين عليهالسلام عن عليّ بلفظ : « رسول اللّه المنذر وأنا الهادي » وقال : « صحيح الاسناد ولم يخرجاه ».
١ ـ نهج البلاغة : الخطبة ٨٧.
وقد علّق الشيخ محمّد عبده في شرحه لهذه الخطبة بقوله : « إنّه يموت الميّت