__________________
الكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَـفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا ) قال : « وقيل : وهو المأثور عن الصادقين عليهماالسلام في روايات كثيرة مستفيضة أنّ المراد بهم ذريةّ النبي صلىاللهعليهوآله من أولاد فاطمة عليهاالسلام ... وقد نصّ النبي صلىاللهعليهوآله على علمهم بالقرآن وإصابة نظرهم فيه وملازمتهم إياه بقوله في الحديث المتواتر المتفق عليه : إني تارك فيكم الثقلين كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض ، وعلى هذا فالمعنى : بعدما أوحينا إليك القرآن ـ ثم للتراخي الرتبي ـ أورثنا ذريتك إياه ، وهم الذين اصطفينا من عبادنا ... ».
والذي يؤيّد كون الآية بالتفسير الشيعي اضطراب أهل السنّة في تفسيرها؛ لأنّهم أرجعوا ضمير ( فمنهم ) إلى الوارثين ، ومن جانب آخر فسّر الظالم لنفسه بالكافر ، فيكون الكافر وارثاً للكتاب ، وهذا لا يمكن الأخذ به ، ولأجل ذلك قال القرطبي في تفسـيره بعد أن ذكره الآية : « فيه أربع مسائل : الأولية هذه الآية مشكلة؛ لأنه قال عزّ وجل : ( اصْطَـفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا ) ثمّ قال : ( فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ ) ، وقد تكلّم العلماء فيها من الصحابة والتابعين ... قال النحاس : فمن أصـح ما روي في ذلك ؛ ما روي عن ابن عباس ( فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ ) قال : الكافر .. » الجامع لأحكام القرآن ١٤ : ٢٢١.