إسلام متشدّد يُسمّيه الغرْب إسلام التعصّب والتحجّر أو مجانين اللّه.
وبعد كلّ هذا لم يبق معنا مجالٌ للتصديق بحديث « كتاب اللّه وسنّتي » للأسباب التي ذُكرتُ.
تبقى الحقيقة ناصعة جليّة في الحديث الثاني الذي أجمع عليه المسلمون وهو : « كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي »؛ لأنّ هذا الحديث يُحلّ كلّ المشكلات ، فلا يبقى اختلاف في تأويل أيّة آية من القرآن أو في تصحيح وتفسير أي حديث نبوي شريف إذا مارجعنا إلى أهل البيت الذين أُمرنا بالرجوع إليهم ، وخصوصاً إذا علمنا بأنّ هؤلاء الذين عيّنهم رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم هم أهلٌ لذلك ، ولا يشكّ أحدٌ من المسلمين في غزارة علمهم ، وفي زهدهم وتقواهم ، وقد أذهب اللّه عنهم الرجس وطهّرهم ، وأورثهم علم الكتاب ، فلا يخالفونه ولا يختلفون فيه ، بل لا يفارقونه حتّى قيام الساعة ، قال رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم :
« إنّي تارك فيكم خليفتين ، كتاب اللّه حبل ممدود من السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي ، فإنّهما لم يفترقا حتّى يردَا علىّ الحوض » (١).
__________________
١ ـ ولذا قال صاحب الصواعق ٢ : ٤٤٢ : « وفي أحاديث الحث على التمسك بأهل البيت إشارة إلى عدم انقطاع متأهل منهم للتمسك به إلى يوم القيامة