ولأكون مع الصادقين يجبُ علىَّ قول الحقّ ، لا تأخذني في ذلك لومة لائم ، وهدفي رضى اللّه سبحانه وإرضاء ضميري قبل رضى الناس عنّي.
والحقيقة في هذا البحث هي في جانب الشيعة الذين اتّبعوا وصيّة رسول اللّه في عترته ، وقدّموهم على أنفسهم ، وجعلوهم أئمتهم يتقرّبونَ ، إلى اللّه بحبّهم والاقتداء بهم ، فهنيئاً لهم بالفوز في الدنيا وفي الآخرة حيث يُحشر المرء مع من أحبّ ، فكيف بمن أحبّهم واقتدى بهديهم.
قال الزمخشري في هذا الصدد :
كثُر الشكّ والاختلاف وكلّ |
|
يدّعي أنّه الصراط السوي |
فتمسّكتُ بلا إله إلاّ اللهُ |
|
وحبّي لأحمد وعليّ |
فازَ كلبٌ بحبّ أصحاب كهف |
|
فكيفَ أشقى بحبّ آل النبي (١) |
__________________
كما أنّ الكتاب العزيز كذلك ، ولهذا كانوا أماناً لأهل الأرض .. ».
وقال المناوي في فيض القدير ٣ : ٢٠ بعد شرحه لحديث الثقلين : « تنبيه : قال الشريف : هذا الخبر يفهم وجود من يكون أهلا للتمسك به من أهل البيت والعترة الطاهرة في كلّ زمن إلى قيام الساعة ، حتى يتوجه الحث المذكور إلى التمسك به ، كما أنّ الكتاب كذلك ، فلذلك كانوا أماناً لأهل الأرض ، فإذا ذهبوا ذهب أهل الأرض ».
١ ـ ذكرها الشيخ عباس القمي في الكنى والألقاب : ٢٩٩.