حتى في الأحداث التاريخية التي تتعلّقُ بالنبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، كما هو الحال في يوم مولده الشريف ، إذ يحتفل أهل السنّة بالمولد النبوي الشريف يوم الثاني عشر من ربيع الأول ، في حين يحتفل الشيعة في السابع عشر من نفس الشهر!!
ولعمري إنّ هذا الاختلاف في السنّة النبويّة أمر طبيعي لا مفّر منه ، إذا لم يكن هناك مرجعٌ يرجعُ إليه الجميع ويكون حكمه نافذاً ، ورأيه مقبولاً لدى الجميع كما كان الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ، حيث كان يقطع دابر الخلاف ، ويحسمُ النزاع ، ويحكم بما أراه اللّه ، فيسلّمون ولو كان في أنفسهم حرج.
وإنّ وجود مثل هذا الشخص ضرورىّ في حياة الأُمّة وعلى طول مداها! هكذا يحكم العقل. ولا يمكن أن يغفل رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم عن ذلك ، فهو يعلم بأنّ أُمتّه ستتأول كلام اللّه من بعده ، فكان لزاماً عليه أن يُحضّر لها معلّماً قادراً ليقودها إلى الجادّة إذا ما حاولتْ الانحراف عن الصراط المستقيم ، وقد هيّأ بالفعل لأُمّته قائداً عظيماً بذل كلّ جهوده في تربيته وتعليمه منذ وُلدَ إلى أنْ بلغ الكمال ، وصار منه بمنزلة هارون من موسى ، فأوكل إليه هذه المهمّة النبيلة بقوله : « أنا أقاتلُهم على تنزيل القرآن وأنتَ