الشيعة ، كالحديث الذي سبق أن أشرنا إليه وهو قوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : « اختلاف اُمتي رحمة » (١).
إذ يفسّره أهل السنّة والجماعة بأنّ في اختلاف المذاهب الأربعة في الأُمور الفقهية رحمة للمسلمين.
بينما يفسّره الشيعة بالسفر إلى بعضهم البعض ، والاعتناء بأخذ العلم ، ونحوه من الفوائد.
أو قد يكون الاختلاف بين أهل الشيعة وأهل السنّة ليس في مفهوم الحديث النبوي ، وإنّما في الشخص أو الأشخاص المعنيين بهذا الحديث ، وذلك كقول الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم : « عليكم بسنّتي وسنّة الخلفاء الراشدين من بعدي » (٢).
فأهل السنّة يعنون به الخلفاء الأربعة ، أمّا الشيعة فيعنون به الأئمة الإثني عشر ، ابتداء من علي بن أبي طالب وانتهاء بالمهدي محمّد بن الحسن العسكري عليهالسلام.
أو كقوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : « الخلفاء من بعدي إثنا عشر كلّهم من قريش ».
فالشيعة يعنون به الأئمة الإثني عشر من أهل البيت عليهمالسلام ، بينما لا يجد أهل السنّة والجماعة تفسيراً شافياً لهذا الحديث ، وقد اختلفوا
__________________
١ ـ تقدم تخريجه فيما تقدّم.
٢ ـ تقدم تخريجه فيما تقدّم.