البُغْض للإمام ، فلم يقوموا للشهادة ومن هؤلاء : أنس بن مالك ، حيث نزل إليه الإمام علي من المنبر وقال له : « مالك يا أنس لا تقوم مع أصحاب رسول اللّه ، فتشهد بما سَمعتَهُ منه يومئذ كما شهدوا »؟
فقال : يا أمير المؤمنين ، كبُرتْ سنّي ونسيتُ.
فقال الإمام عليّ : « إن كنتَ كاذباً فضربك اللّه ببيضاء لا توَاريها العمامة » ، فما قام حتّى ابيضّ وجهه برصاً ، فكان بعد ذلك يبكي ويقول : أصابتني دعوة العبد الصالح لأنّي كتمتُ شهادته (١).
وهذه القصّة مشهورة ذكرها ابن قتيبة في كتاب المعارف (٢) حيث عدّ أنساً من أصحاب العاهات في باب البرص ، وكذلك الإمام أحمد بن حنبل في مسنده (٣) حيث قال : « فقاموا إلاّ ثلاثة لم يقوموا فأصابتهم دعوته ».
وتجدر الإشاره هنا بأن نذكر هؤلاء الثلاثة الذين ذكرهم الإمام
__________________
١ ـ نحوه باختلاف شرح الأخبار للقاضي النعمان ١ : ٢٣٢ ، الارشاد للمفيد ١ : ٣٥١ ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ٤ : ٧٤.
٢ ـ كتاب المعارف لابن قتيبة الدينوري : ٥٨٠ ، باب البرص ، الغدير للأميني ١ : ٣٨٨ ، ويذكر أنّ التعليق الوارد بعد النصّ بعدم قبول الحديث ليس من أصل الكتاب بل هو مضاف إليه ، بدليل أنّ من نقل النصّ عن المعارف لم يذكر هذه الزيادة ، ومضافاً إلى أن السياق يأباها.
٣ ـ مسند الإمام أحمد بن حنبل ١ : ١١٩ ، والرواية عن عبد اللّه بن أحمد.