أحمد برواية البلاذري ، قال بعدما أورد مناشدة الإمام عليّ للشهادة : « وكان تحت المنبر أنس بن مالك ، والبراء بن عازب ، وجرير بن عبداللّه البجلي ، فأعادها فلم يجبه منهم أحد ، فقال : « اللّهم من كتم هذه الشهادة وهو يعرفها فلا تخرجه من الدنيا حتّى تجعل به آية يُعرف بها ». قال : فبرصَ أنس بن مالك ، وعَمىَ البراء بن عازب ، ورجع جرير أعرابياً بعد هجرته ، فأتى الشراة فمات في بيت أمّه » (١).
وهذه القصّة مشهورة تناقلها جمع كبير من المؤرخين (٢).
( فَاعْتَبِرُوا يَا اُولِي الأبْصَارِ ) [ الحشر : ٢ ].
والمتتّبع يعرف من خلال هذه الحادثة (٣) التي أحياها الإمام عليّ بعد مرور ربع قرن عليها ، وبعدما كادتْ تُنسَى ، يعرف ماهي قيمة
__________________
١ ـ أنساب الأشراف للبلاذري : ١٥٧ ح ١٦٩.
٢ ـ راجع بألفاظها المختلفة : تاريخ ابن عساكر المسمّى بتاريخ دمشق ٤٢ : ٢٠٨ ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد تحقيق محمد أبو الفضل ١٩ : ٢١٧ ، المعجم الكبير للطبراني ٥ : ١٧٥ ، مناقب علي بن أبي طالب لابن المغازلي الشافعي : ٢٣ ، السيرة الحلبية ٣ : ٣٨٥.
٣ ـ وهو مناشدة الإمام عليّ يوم الرحبة الصحابة ليشهدوا بحديث الغدير ، وقد روى هذه الحادثة جمع غفير من المحدّثين والمؤرخين سبق الإشارة إليهم ، أمثال : أحمد بن حنبل ، وابن عساكر ، وابن أبي الحديد ، وغيرهم ( المؤلّف ).