للاُمّة ما اختلفوا فيه بعد الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم.
والجواب هو : أنّ الإمام عليّاً لم يألُ جهداً في تبيين ما أشكل على الأُمّة ، وكان مرجع الصحابة في كلّ ما أشكل عليهم ، فكان يأتي ويوضّح وينصح ، فكانوا يأخذون منه مايُعجبهم وما لا يتعارض مع سياستهم ، ويدعون ماسوى ذلك ، والتاريخ أكبر شاهد على ما نقول.
والحقيقة هي : لولا عليّ بن أبي طالب والأئمة من ولده لما عرف الناس معالم دينهم ، ولكنّ الناس ـ كما أعلمنا القرآن ـ لا يحبّون الحقّ فاتبعوا أهواءهم ، واخترعوا مذاهب في مقابل الأئمة من أهل البيت الذين كانت الحكومات تحسبُ عليهم أنفاسهم ، ولا تترك لهم حريّة التحرّك والاتصال المباشر.
فكان عليّ يصعد على المنبر ويقول للناس : « سلوني قبل أن تفقدوني » (١) ويكفي عليّاً أن ترك نهج البلاغة ، والأئمة من أهل البيت سلام اللّه عليهم تركوا من العلم ما ملأ الخافقين ، وشهد لهم بذلك أئمّة المسلمين سنّة وشيعة.
وأعود للموضوع فأقول على هذا الأساس : لو قُدّر لعليّ أن يقود الأُمّة ثلاثين عاماً على سيرة الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم لعمّ الإسلام ، ولتغلغلت
__________________
١ ـ نهج البلاغة : الخطبة ٢ : ١٣٠ ، ١٨٩ ، وانظر : كنز العمال ١٣ : ١٦٥ ح ٣٦٥٠٢ ، تاريخ دمشق ٤٢ : ٣٩٧.