أمّا الخلفاء فكانوا لا يعلمون كثيراً من أحكام القرآن الظاهرية فضلاً عن تأويله ، فقد أخرج البخاري ومسلم في صحيحيهما في باب التيمّم بأن رجلاً سأل عمر بن الخطاب أيام خلافته فقال : يا أمير المؤمنين إنّي أجنبتُ ولم أجد الماء فماذا أصنع؟ قال له عمر : لا تُصلّ (١)!!
وكذلك لم يعرف حكم الكلالة حتى مات ، وهو يقول : وددتُ لو سألتُ رسول اللّه عن الكلالة (٢) بينما حكمها مذكور في القرآن الكريم ، وهكذا كان عمر الذي يقول عنه أهل السنّة والجماعة بأنّه من الملهمين على هذا المستوى العلمي ، فلا تسأل عن الآخرين الذين أدخلوا البدع في دين اللّه بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير سوى اجتهادات شخصية.
ولقائل أن يقول : إذا كان الأمر كذلك فلماذا لم يُبيّن الإمام عليّ
__________________
الشيخين ولم يخرّجاه » ، تاريخ دمشق ٤٢ : ٣٨٧ ، المناقب للخوارزمي : ٨٥ ح ٧٥ ، حلية الأولياء ١ : ١٠٣ ح ١٩٢.
١ ـ صحيح مسلم ١ : ١٩٣ ، كتاب الحيض ، باب التيمّم ، وصحيح البخاري ١ : ٨٧ ، كتاب التيمّم ، باب ٣٣٨ ، وحذف منه قوله : « لا تصل » مع إثبات مسلم لها.
٢ ـ المصنّف لعبد الرزاق ١٠ : ٣٠٢ ح ١٩١٨٥ ، وفيه : « لأن أكون سألت النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم عن ثلاثة أحبّ إليّ من حمر النعم : عن الكلالة .... ».