العقيدة في قلوب الناس أكثر وأعمق ، ولَما كانتْ فتنة صغرى ، ولا فتنة كبرى ، ولا كربلاء ولا عاشوراء.
ولو تصوّرنا قيادة الأئمة الأحد عشر بعد عليّ ، والذي نصّ عليهم رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم ، والذين امتدتْ حياتهم عبر ثلاثة قرون ، لما بَقِي في الأرض ديار لغير المسلمين ، ولكانت الأرض اليوم على غير مانشاهده اليوم ، ولكانت حياتنا إنسانية بمعناها الحقيقي ، ولكن قال اللّه تعالى :
( ألم * أحَسِبَ النَّاسُ أنْ يُـتْرَكُوا أنْ يَـقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ ) (١).
وقد فشلت الأُمّة الإسلامية في الامتحان كما فشلت الأُممُ السابقة ، كما نصّ على ذلك رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم (٢) في العديد من المناسبات ، وكما أكّد عليه القرآن الكريم في العديد من الآيات (٣).
__________________
١ ـ العنكبوت : ١ ـ ٢.
٢ ـ كحديث « اتباع سنّة اليهود والنصارى شبراً بشبر وذراعاً بذراع حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه » أخرجه البخاري ومسلم وسبقت الإشارة إليه ، وكحديث الحوض الذي يقول فيه رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم : « لا أراه يخلص منهم إلاّ مثل همل النعم » ( المؤلّف ).
٣ ـ كقوله تعالى : ( أفَإنْ مَاتَ أوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أعْقَابِكُمْ ) آل عمران : ١٤٤ ، وكقوله سبحانه وتعالى : ( وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا القُرْآنَ مَهْجُوراً ) الفرقان : ٣٠ ( المؤلّف ).