لتكون حلاًّ وسطاً بينَ بين ، فلا يستبدّ أحد فيسبقُ بالبيعة لمن يراه صالحاً لَها ، ويحمل الناسَ على متابعته كما فعل هو مع أبي بكر ، وكما فعل أبو بكر معه هو ، أو كما يريد أن يفعل فلان الذي ينتظر موت عمر ليبايع صاحبه ، فهذا غير ممكن بعد أن حكم عمر عليها بالفلتة والاغتصاب.
ولا يمكن له أيضاً أن يترك الأمر شورى بين المسلمين ، وقد حضر مؤتمر السقيفة عقب وفاة النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ورأى بعينيه ماوقع من الاختلاف الذي كادت تُزهقُ فيه الأرواح ، وتُهرق فيه الدماء.
واخترع أخيراً فكرة أصحاب الشورى ، أو الستّة الذين لهم وحدهم حقّ اختيار الخليفة ، وليس لأحد من المسلمين أن يشاركهم في ذلك ، وكان عمر يعلم أنّ الخلاف بين هؤلاء الستّة لا مفرّ منه ، ولذلك أوصى عند الاختلاف أن يكونوا مع الفريق الذي فيه عبدالرحمن بن عوف ، ولو أدّى الأمر إلى قتل الثلاثه الذين يخالفون عبدالرحمن.
هذا في حال انقسام الستّة إلى قسمين ، وهو محالٌ لأنّ عمر يعرف بأنّ سعد بن أبي وقاص ابن عمّ لعبدالرحمن وكلاهما من بني زهرة ، ويعلم أنّ سعد لا يحبّ علياً وكان في نفسه شيء منه؛ لأنّ علياً قتل أخواله من عبد شمس ، كما يعرف عمر أنّ عبدالرحمن بن عوف