ليتَ عمر بن الخطاب كان على هذا الرأي
يوم السقيفة ، ولم يستبدّ على المسلمين ببيعته لأبي بكر التي كانت فَلتَةٌ وقى
اللّه شرّها ، كما شهد هو بذلك. ولكنْ أنّى لعمر أن يكون على هذا الرأي الجديد؛
لأنّه حكمَ على نفسه وعلى صاحبه بالقتل ، إذ يقول في رأيه الجديد : « من بايع
رجلاً من غير مشورة من المسلمين فلا يُبايعُ هو وَلا الذي بايعَه تغرّةً أن
يُقتلاً ».
بقي علينا أن نعرف لماذا غيّر عمر رأيه
في آخر حياته بالرغم من أنّه يعرف أكثر من غيره بأنّه برأيه الجديد نسف بيعة أبي
بكر من أساسها ، إذ إنّه هو الذي سبق لبيعته من غير مشورة من المسلمين فكانت
فلتَةً ، ونسفَ أيضاً بيعتَه هو لأنّه وصل للخلافه بنصّ أبي بكر عليه عند الموت من
غير مشورة من المسلمين ، حتّى إنّ بعض الصحابة دخلوا على أبي بكر مستنكرين عليه أن
يولي عليهم فضَّاً غليظاً .
ولمّا خرج عمر ليقرأ على الناس كتاب أبي
بكر سأله رجلٌ : ما في
__________________