على التصريح بأحقّيته ، ولذلك تراهم لا يخرجون في صحاحهم إلاّ النزر اليسير من فضائل علي ، والتي لا تتعارض مع خلافة الذين سبقوه.
والبعض منهم وضع كثيراً من الأحاديث في فضل أبي بكر وعمر وعثمان على لسان عليّ نفسه ، حتى يقطع بذلك ـ على زعمه ـ الطريق على الشيعة الذين يقولون بأفضليته.
واكتشفْتُ خلال البحث بأنّ شهرة الرجال وعظمتهم إنّما كانت تقدّر ببغضهم لعليّ بن أبي طالب ، فالأمويون والعباسيون كانوا يُقرّبون ويُعظّمون كل من حارب الإمام عليّ ، أو وقف ضدّه بالسيف أو باللسان ، فتراهم يرفعون بعض الصحابة ويضعون آخرين ، ويغدقون الأموال على بعض الشعراء ويقتلون آخرين ، ولعلّ عائشة أمّ المؤمنين لم تكن لتحظى بتلك المنزلة عندهم لولا بغضها (١)
__________________
١ ـ ورد في الطبقات لابن سعد ٢ : ١٧٩ باب مرض النبي صلىاللهعليهوآله : « قالت عائشة : ... فخرج بين رجلين تخطّ رجلاه في الأرض بين ابن عباس ـ تعني الفضل ـ ورجل آخر ، قال عبيد اللّه : فأخبرت ابن عباس بما قالت ، قال : فهل تدري من الرجل الآخر الذي لم تسمّ عائشة؟ قال : قلت : لا. قال ابن عباس : هو عليّ ، إنّ عائشة لا تطيب له نفساً بخير ... ».
وأورده البخاري في صحيحه ( كتاب المغازي ، باب مرض النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم لكن