قال : يا بن أخي واللّه لقد كبرتْ سنّي ، وقدُمَ عهدي ، ونسيتُ بعض الذي كنتُ أعِي من رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فما حدّثتكم فاقبلوا ، وما لا فلا تكلّفونيه.
ثمّ قال : قام رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم يوماً فينا خطيباً بماء يدعى خُمَّا ....
فيبدو من سياق الحديث أنّ حُصيناً سأل زيد بن أرقم عن حادثة الغدير ، وأحرجه أمام الحاضرين بهذا السؤال ، وكان بدون شكّ يعلم بأنّ الجواب صريح على ذلك يسبّب له مشاكل مع الحكومة التي كانت تحمِلُ الناس على لعن علي بن أبي طالب ، ولهذا نجده يعتذر للسائل بأنّه كبُرتْ سنّه ، وقدُم عهده ، ونسي بعض الذي كان يَعِي ، ثم يُضيف طالباً من الحاضرين بأن يقبلوا مايحدّثهم به ، ولا يكلّفوه ما يريد السكوت عنه.
ومع خوفه ، ومع اختصاره للحادثه واقتضابها ، فقد أوضح زيد بن أرقم ـ جزاه اللّه خيراً ـ كثيراً من الحقائق ، وألمحَ لحديث الغدير بدون ذكره ، وذلك قوله : »قام فينا رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم خطيباً بماء يدعى خُمًّا بين مكة والمدينة « ، ثمّ بعد ذلك ذكر فضل علي ، وأنّه شريك القرآن في حديث الثقلين »كتاب اللّه وأهل بيتي « بدون أن يذكر اسم علي ، وترك للحاضرين أن يستنتجوا ذلك بذكائهم؛ لأنّ كلّ المسلمين يعرفون أنّ علياً هو سيّد أهل بيت النبوة.
ولذلك نرى حتّى الإمام مسلم نفسه فهم من الحديث مافهمناه