٤ ـ كما أخرج هذا الحديث مسلم في صحيحه يُسْنده إلى زيد بن أرقم ولكنّه اختصره فقال : قام رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم يوماً فينا خطيباً بماء يُدعى خمًّا بين مكة والمدينة ، فحمد اللّه وأثنى عليه ووعظ وذكّر ، ثمّ قال : « أمّا بعد ، ألا أيّها الناس فإنّما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربّي فأُجيبُ ، وأنا تارك فيكم ثقلين : أوّلهما كتاب اللّه فيه الهدى والنور ، فخذوا بكتاب اللّه واستمسكوا به » ، فحثّ على كتاب اللّه ورغّب فيه ، ثمّ قال : وأهل بيتي ، أُذكّركم اللّه في أهل بيتي ، أُذكّركم اللّه في أهل بيتي ، أُذكركم اللّه في أهل بيتي ... » (١).
تعليق : بالرغم من أنّ الإمام مسلم اختصر الحادثة ولم يروها بكاملها ، إلاّ أنّها بحمد اللّه كافية وشافية ، ولعلّ الاختصار كان من زيد بن أرقم نفسه لمّا اضطرّته الظروف السياسية إلى كتمان حديث الغدير ، وهذا نفهمه من سياق الحديث إذ يقول الراوي :
انطلقتُ أنا وحُصين بن سبرة وعمر بن مسلم إلى زيد بن أرقم ، فلمّا جلسنا إليه قال له حُصين : لقد لقيتَ يازيد خيراً كثيراً ، رأيتَ رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وسمعتَ حديثه ، وغزوتَ معه ، وصلّيتَ خلفه ، لقد لقيتَ يازيدُ خيراً كثيراً ، حدّثنا يازيد ماسمعت من رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم.
__________________
١ ـ صحيح مسلم ٧ : ١٢٣ ، كتاب فضائل الصحابة ، باب فضائل علي بن أبي طالب ، مسند أحمد ٤ : ٣٦٧ ، السنن الكبرى للنسائي ١٠ : ١١٤.