عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ ألَدُّ الخِصَامِ ) (١).
فالواجب أن نحتاط ونبحث هذا الموضوع بكلّ حذر ، وننظرُ في أدلّة الفريقين بكلّ نزاهة ، مبتغين في ذلك رضاه سبحانه.
والجواب : نعم ، إنّ كثيراً من علماء أهل السنّة يذكرون هذه الحادثة بكلّ أدوارها ، وها هي بعض الشواهد من كتبهم :
١ ـ أخرج الإمام أحمد بن حنبل من حديث زيد بن أرقم قال : نزلنا مع رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم بواد يقال له وادي خم ، فأمر بالصلاة فصلاّها بهجير ، قال : فخطبنا ، وظلّل لرسول اللّه بثوب على شجرة سمرة من الشمس فقال : « ألستم تعلمون ، أو ألستم تشهدون أنّي أولى بكلّ مؤمن من نفسه؟ » قالوا : بلى ، قال : « فمن كنتُ مولاه فعليّ مولاه ، اللَّهم وال من والاه وعاد من عاداه ... » (٢).
٢ ـ أخرج الإمام النسائي في كتاب الخصائص عن زيد بن أرقم قال : لمّا رجع النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم من حجّة الوداع ، ونزل غدير خم ، أمر بدوحات فقممن ، ثمّ قال : « كأنّي دُعيت فأجبتُ ، وإنّي تارك فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الآخر : كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي ،
__________________
١ ـ البقرة : ٢٠٤.
٢ ـ مسند أحمد بن حنبل ٤ : ٣٧٢ ، وصرّح محقّق الكتاب بصحة الحديث ، والمصنّف لابن أبي شيبة ٧ : ٥٠٣ ح ٥٥ ، وسنن النسائي ٥ : ١٣١ ح ٨٤٦٩.