وبعدما فرغوا أنزل اللّه عليه : ( اليَوْمَ أكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإسْلامَ دِيناً ).
هذا مايقوله الشيعة ، وهو عندهم من المسلّمات ، ولا يختلف فيه عندهم اثنان.
فهل لهذه الحادثة ذكرٌ عند أهل السنّة والجماعة؟
وحتى لا ننحاز إليهم ويُعحبنا قولهم ، فقد حذّرنا اللّه سبحانه بقوله : ( وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللّهَ
__________________
ثانياً : لو سلّمنا ذلك ، فلا داعي لإيقاف هذا الجمع الغفير من الحجّاج في ذلك الحرّ الشديد لأجل قضية شخصية جرت بين بعض الصحابة وعلي بن أبي طالب ، إذ كان بإمكانه صلىاللهعليهوآلهوسلم حلّ المسألة أمام من شهدها ، بلا حاجة لإيقاف عموم المسلمين القافلين من الحجّ.
ثالثاً : القضيّة الشخصية التي وقعت للإمام علي مع بعض الصحابة كانت في اليمن ، حيث حصل خلاف حول جارية في السبي أو حول إبل الصدقة ، وأُولئك النفر لم يشهدوا الحجّ حتى يوقف النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم هذا الجمع الغفير للمصالحة بينهم.
والخلاصة : إن جميع الأدلّة والقرائن تدلّ دلالة صريحة لا غبار عليها على أنّ قضية غدير خم قضية إلهية مرتبطة بروح الدين الإسلامي وأُسسه ، وأنّ النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم أراد من ذلك الموقف العظيم تبليغ أمر سماوي إلهي وهو الولاية لعلي بن أبي طالب عليهالسلام وخلافته بعد رحيله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وما يثار خلاف ذلك ما هو إلاّ تخرصات وأراجيف للدفاع عن الباطل المهزول.