ـ الدور الثاني : بعد ان نجحت ( الإمامة ) في تحقيق الهدف المركزي من الدور الأول وتجاوزت الأمة الخطر الداهم على الرسالة وكل التحصينات ضد صدمة الانحراف تصل النوبة إلى هدف جديد وهو بناء الكتلة الخاصة أي الطليعة الشيعية التي تتمتع بدرجة أعلى من التحصين وتتوفر على عناصر أعمق من الوعي حتى تكون الفئة المتميزة على طريق حفظ الإسلام ومبادئه لقد أدى هذا الدور الإمام الباقر ( عليه السلام ) واستمر إلى زمان الإمام الكاظم ( عليه السلام ).
ـ الدور الثالث : ببناء الكتلة الطليعية الواعية والمجاهدة أصبح الأئمة بمقدورهم السعي الحثيث لاستلام السلطة ومن ذلك رهبة وخوف السلطات القائمة من أئمة أهل البيت في المرحلة التاريخية أكثر من أي فترة أخرى. لأنه بدا لهم أن قيادة الأئمة أصبحت على مستوى تسلم زمام الحكم والعودة بالمجتمع الإسلامي إلى حظيرة الإسلام النقي مما صعد من مواجهة السلطة ومحاربتها للأئمة من زمن الكاظم ( عليه السلام ) إلى أيام الإمام العسكري والإمام المهدي ( عج ) الذي تواترت عن جده رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أخبار تفيد أنه سينتصر على كل الطواغيت ويملأ الأرض قسطاً وعدلا.
هذا الاعتقاد بتكامل أدوار الأئمة ( عليهم السلام ) يشكل الوجه الآخر لايمان الصدر بانبثاق قيادة أهل البيت ( عليهم السلام ) من رسالة النبي ( صلى الله عليه وآله ) وأنها الامتداد الطبيعي والاستمرار المستقبلي الضروري لولاية النبي ( صلى الله عليه وآله ) لحفظ الرسالة