الصحابة ، فصار حدّاً فاصلاً يفرّق بين الشيعة وإخوانهم أهل السنّة. والشيعة تنفي عدالة جميع الصحابة فعدالة كلّ الصحابة عندهم ما لا أساس لها. وعلى ذلك قسّموا الصحابة إلى ثلاثة أقسام بقدر صدقهم وإخلاصهم لله ورسوله الكريم صلىاللهعليهوآلهوسلم (١).
القسم الأوّل : وهم من الصحابة الأخيار الذين بايعوا الله ورسوله حقّ البيعة ، وصاحبوه بالصدق في القول والإخلاص في العمل ، فقد امتدحهم الله في كتابه. والشيعة يذكرونهم باحترام وتقديس ويترضّون عليهم كما يذكرهم أهل السنّة باحترام وتقديس أيضاً.
القسم الثاني : هم الصحابة الذين اعتنقوا الإسلام إمّا رهبة أو رغبة ، وكانوا يؤذون رسول الله في بعض الأوقات ، ولا يمتثلون لأوامره ونواهيه ، بل يجعلون لآرائهم مجالاً في مقابل النصوص حتّى نزل القرآن بعتابهم مرّة وتهديدهم مرّة أُخرى. والشيعة لا يذكرونهم إلا بأفعالهم بدون تقديس.
القسم الثالث : هم المنافقون الذين صحبوا رسول الله للكيد له ، وقد أظهروا الإسلام وانطوت سرائرهم على الكفر ، وهؤلاء اتفق الشيعة وأهل السنّة على لعنهم والبراءة منهم.
______________________
(١) محمّد التيجاني السماوي ، ثمّ اهتديت ، ص ٧٧ ـ ٧٩.