الكاذبين ، فحينها
جاء الأمر الإلهي : ( فَمَنْ حَاجَّكَ
فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا
وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنفُسَنَا وَأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَتَ
اللهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ )
. فاستجاب
القساوسة دعوة النبي فجمعوا خواصّهم لهذه المعركة.
وعندما جاء الموعد ، واحتشدت الجماهير ،
وتقدّم النصارى وباعتقادهم أنّ الرسول سوف يخرج إليهم بجمع من أصحابه ونسائه ، ولكن خاب ظنّهم إذ إنّه تقدّم بخطوات ثابتة مع كوكبة صغيرة من أهل بيته ، الحسن في يمينه والحسين في شماله وعلي وفاطمة خلفه. وعندما رأى النصارى هذه الوجوه المشرقة ، ارتعشوا خوفاً ، فالتفّوا جميعاً إلى الأسقف زعيمهم ، ثمّ قالوا : " يا أبا حارثة ، ماذا ترى في الأمر ؟ فأجابهم الأسقف : " أرى وجوهاً لو سأل الله بها أحد أن يزيل الجبل من مكانه لأزاله ". وحين ذلك قرروا التراجع وترك المباهلة ، ورضوا بالذلّ ودفع الجزية ، فبهؤلاء الخمسة هزم رسول الله النصارى وردّهم صاغرين .
______________________