وعليه فإنّ قول الألباني بأنّ العترة هم في الأصل نساؤه وفيهنّ الصدّيقة عائشة مرفوض لغةً وشرعاً ؛ بشهادة عائشة نفسها حيث قالت ـ كما ورد في صحيح البخاري ـ : « ما أنزل الله فينا شيئاً من القرآن إلا أنّ الله أنزل عذري » ، وهو صريح في نفي دخولهن في آية التطهير.
ويؤكّد ذلك : عدم ادّعاء واحدة من نساء النبي هذه المزيّة والمنقبة ، حتّى عائشة في قتالها مع الإمام علي لم تدع ذلك مع حاجتها إلى مثلها لو كانت ، وهذا بخلاف أهل البيت فهذا أمير المؤمنين علي عليهالسلام قال : " إن الله قد فضّلنا أهل البيت بمنّة حيث يقول : ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) ... .
وقال الحسن بن أمير المؤمنين عليهالسلام لعمرو بن العاص : « فإياّك عنيّ فإنّك رجس نحن أهل بيت الطهارة أذهب الله عنا الرجس وطهّرنا تطهيراً » (١).
وشهد بذلك الأصمعي (٢) عندما قال للإمام السجّاد عليهالسلام :
______________________
(١) بحار الأنوار ٤٤ : ١٠٣.
(٢) هو عبد الملك بن قريب بن علي بن أصمعي الباهلي ، أحد أئمة العلم باللغة والشعر والبلدان كان كثير الطواف في البوادي ، يقتبس علومها ويتلقى أخبارها ، ولد بالبصرة عام ١٢٢ هـ وفيها توفي عام ٢١٦ هـ.