الله ، ولست أعصيه وهو ناصري.
ثمّ أتى عمر إلى أبي بكر فقال : يا أبا بكر أليس هذا نبي الله حقّاً ؟ قال : بلى ، ثمّ سأله عمر نفس الأسئلة التي سألها رسول الله ، فأجابه أبو بكر بنفس الأجوبة قائلاً : أيها الرجل إنّه لرسول الله ، وليس يعصي ربّه وهو ناصره فاستمسك بغرزه. ولمّا فرغ رسول الله من كتابة الصلح قال لأصحابه : قوموا فانحروا ثمّ احلقوا ، فوالله ما قام أحد حتّى قال ذلك ثلاث مرّات ، فلمّا لم يمتثل لأمره منهم أحد ، فدخل خباءه ، ثمّ خرج فلم يكلم أحداً منهم بشيء حتّى نحر بُدنة بيده ، ودعا حالقه فحلق رأسه ، فلمّا رأى أصحابه ذلك قاموا فنحروا ، وجعل بعضهم يحلق بعضاً ، حتّى كاد بعضهم يقتل بعضاً (١).
بناءً على هذا الموقف من بعض الصحابة وغيره رفض الشيعة قول القائلين بأنّ الصحابة جميعهم كانوا يمتثلون أوامر رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم. فماذا عساه أن يقال لهؤلاء الصحابة الذين يشاهدون المعجزات ، وأنوار النبوّة ، والقرآن يعلّمهم كيف يتأدّبون مع حضرة الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وعليه فالشيعة لا يتصوّرون بأنّ هذا
______________________
(١) صحيح البخاري ، كتاب الشروط ، باب الشروط في الجهاد ، ج ٢ ص ٢٢١.