في سبيل الله ،
وحجَّ ماشياً توبةً من كلمته ) .
وفي هذه الرواية أدرك ذلك الصحابي عظم
الذنب ، فتاب إلى الله تعالى، وهذا إن دلَّ على شيء إنّما يدل على أنَّ الصحابي
معرّض للانحراف والانزلاق ، وهو يستقيم أحياناً وينحرف أخرى وباب التوبة مفتوح
للتائبين.
الآية
الثامنة : قال الله تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا
اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ
) .
عن أبي العالية قال : ( كان أصحاب رسول
الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يرون أنّه
لا يضرّ مع لا إله إلاّ الله ذنب ، كما لا ينفع مع الشرك عمل ، فنزلت ( الآية ) ،
فخافوا أن يبطل الذنب العمل ) .
فهذه الآية نزلت لتصحيح المفاهيم
الخاطئة ، وأثبتت أنّ الأعمال الصالحة تبطل بالذنوب.
وقد أكدّ القرآن الكريم على أنّ الذنوب
تبطل وتحبط الأعمال وإن كانت غير واضحة عند مرتكبيها قال تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا
أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ
كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَن تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنتُمْ لا
تَشْعُرُونَ ) .
__________________