في منقار كل واحد زيتونة ، فيطرحها على ذلك الطير ، فيمتلئ حوالي المنارة من الزيتون إلى رأسها ، وكان ذلك الطير غير مجوف ، فلا يدعى أنها من الحيل التي يأخذها الناس لصندوق الساعة ونحوها (١) ولا يسمع لذلك الطير صوت إلا عند إدراك الزيتون في السنة وكان أهلوها ينتفعون به طول السنة بذلك ، فهي عندنا من معجزات باقية للانبياء الماضين ، والاوصياء المتقدمين ، ولهذا لم يظهر طلسم بعد محمد صلىاللهعليهوآله وحان قصور أيدي الائمة عليهمالسلام.
وأما الزراقون (٢) الذين يتفق لهم من الاصابة على غير أصل كالشغراني
____________________
فأخذ صورة من زجاج مجوف وقيل من نحاس أو شبق ـ على هيئة البرصلة ، وعمد إلى هيكل اورشليم ونصبها إلى فوق الهيكل. وجعل فوق تلك الصورة قبة تحفظها ، وأمرهم بفتحها في أول آب وآب من الشهر التى كان يدرك فيها الزيتون وأول ليلة منها ليلة دفن اسطرخس الناسك القيم بعمارة ذلك الهيكل فكلما فتحوا القبة ، وهبت الريح صفرت تلك البرصلة المصنوعة ، والبراصل السودانية تجئ كل واحد منها بزيتونة أو ثلاث زيتونات زيتونتين برجليها وزيتونة بمنقارها فتطرحها عند الصورة ، زعما منها أنها برصلة مستغيثة مستعطفة حتى تمتلئ القبة كل يوم من الزيتون والناس اعتقدوا أنه من كرامات ذاك المدفون ، راجع تفسير الرازى ج ١ ص ٦٤٥ في قصة هاروت وماروت ، الدر المنثور ج ٣ ص ٩٧.
(١) صندوق الساعة ، على أنواع ، منها أن يدق الصندوق عند كل ربع وعند كل ساعة بدقات معينة ، أو يخرج عند كل ساعة فارس في يده بوق يضرب به من غير أن يمسه أحد ، وقد عاد في زماننا هذا من بديهيات الصنايع.
(٢) الزراق : الذى يخبر عن المغيبات رجما بالغيب من دون اعمال فكر وتعلم علم والشغرانى رجل كان يعيش في عهد السيد المرتضى علم الهدى وقد شاهد عنه بعض اصاباته وله ذكر في أجوبته للمسائل السلارية قال فيها عند ما يذكر اصاباته : انه قال لاحدهم : وأنت من بين الجماعة قد وعدك واعد بشئ يوصله اليك وفى كمك شئ مما يدل على هذا ، وقد انقضت حاجتك وانتجزت ، وجذب يده إلى كمه فاستخرج ما فيه فعجبنا مما اتفق من اصابته مع بعده من صناعة النجوم الخ ، راجع الكنى والالقاب ج ٢ ص ٣٣٤.