لو اطّلعنا علىٰ سِيَر جميع
القادة والحاكمين والرؤساء والمشايخ و... و... فضلاً عن الناس العاديين ، لوجدناها لا تخلو من عمل يتعارض مع الأوامر والتوجيهات الإلهيّة ، بغض النظر عن كون هذا العمل كبيراً أو صغيراً ، هذا إن لم يعمل بعضهم عكسها متعمداً !
إلاّ من وقع عليه الاختيار الإلهيّ ،
وحمّله مسؤوليّة قيادة مسيرة البشر ، فهؤلاء وما أدراك ما هؤلاء ؟!
هؤلاء هم القادة الربّانيون والزعماء
الإلهيّون ، سفراء الله في أرضه وحججه على خلقه.
هؤلاء هم الذين عبدوا الله حقّ عبادته ،
وأطاعوه ولم يعصوه طرفة عين ، حيث عاشوا العصمة بأسمى معانيها وأبهى تجلّياتها.
كيف لا ، وهم الذين نالهم عهد الله ـ الامامة
ـ بمعناه القيادي الشامل دون غيرهم ؟!
في الحقيقة إنّ ما نريد قوله : إنّ
اختيار الإمام أمر محصور بالإرادة والقدرة الإلهيّة وحسب ; لأنّ البشر غير قادرين على اختيار الأفضل والأجدر لهذا المنصب ، وذلك لسطحيّتهم وعدم قدرتهم على الاطلاّع على ضمائر وسرائر بعضهم ، إلاّ أن يحدّده الله ويعيّنه بذاته.
وما يدلّنا على ذلك في الآية جواب
الباري عزّ وجلّ عندما سأله إبراهيم عليهالسلام
الإمامة لذريّته ، فقد اقترن الجواب بضمير ياء المتكلّم