الفصل الأوّل
الإمامة منصب إلهي
ثمّة آية قرآنية تتعلّق بموضوع بحثنا ، فلنرَ بماذا ستفيدنا هذه الآية الكريمة ، يقول تعالى في محكم كتابه العزيز : ( وَإِذِ ابْتَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ) (١).
تتحدّث هذه الآية عن واحدة من أعظم السّيَر العظيمة ، والتي ظلّت بصمة شاهدة علىٰ أصالة التاريخ منذ فجره ، ولسنا الآن بصدد دراسة سيرة سيّدنا إبراهيم عليهالسلام ; لأنّها أعظم من أن تحيط بها هذه الصفحات القلائل.
إنّما ذكرنا هذه الآية لارتباطها الوثيق بمفهوم الإمامة كأصلٍ دينيّ من جهة كونها منصباً إلهيّاً ، لا شأن لغير الله باختيار من يشغله ، كما أنّ نيله متعلّق بشروط ومؤهلات خاصّة ، وليتسنّى فهم ذلك رأينا أن نفصّل الآية السابقة إلى مقاطع بحسب ما يمليه علينا سياقها.
في زمن أرهقت فيه الإنسانية لثقل حملها...
__________________
(١) البقرة (٢) : ١٢٤.