فكلمه الله في هذه الآية هو عيسى بن مريم نفسه عليهالسلام.
وعندما قال سبحانه : ( وَإِذِ ابْتَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ ) كان يريد من هذه الكلمات مجموعة الابتلاءات التي مرّ بها إبراهيم عليهالسلام والتي حدّثنا القرآن الكريم عنها ، فمنها :
١ ـ صموده عليهالسلام أمام نمرود ومن لفّ لفّه ، واستعداده لأن يُلقى في النار دون أن يؤثّر ذلك على إيمانه ، بل على العكس كان يزداد تعلّقاً بربّه سبحانه.
٢ ـ امتثاله لأمر ربّه حين أمره أن يأخذ زوجته ووليده إلى أرض الحجاز ويتركهما وحيدين في أرض قاحلة جدباء لا حول لهما فيها ولا قوّة ، حيث قال مستودعهما الله : ( رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ ) (١).
٣ ـ ومنها ما هو أعظم وأمضى ; إذ أمره ربّه أن يذبح ابنه إسماعيل بيده ! حيث تكرّر عليه هذا المنام في عالم الرؤيا عدّة مرّات ، فأيقن أنّه الوحي الإلهي ، ثمّ طرح هذا الأمر على ولده إسماعيل ، فما كان من الابن إلاّ أن سلّم لأمر ربّه تسليماً ، ومن دون تردّد قائلاً : ( قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاءَ اللهُ مِنَ الصَّابِرِينَ ) (٢).
ها هما..
__________________
(١) إبراهيم (١٤) : ٣٧.
(٢) الصافات (٣٧) : ١٠٢.