فإنّ الأمل كبير في أن يرجع هؤلاء عن تشيّعهم إلى رشدهم ، إلى مذهب آبائهم وأجدادهم.
هذا كان أملي....
ولكن ما حدث عكسه تماماً.
فقد تكاثفت الزيارات وأصبحت متبادلة !
وتحوّل منزلنا إلى مجلس للمحاورة ، والمناقشة ، وعرض وجهات النظر !
ولم أعد أرى إلاّ كتب الشيعة والمتشيّعين !
فهذا كتاب ( المراجعات ) لشرف الدين ، وهذا كتاب ( ثمّ اهتديت ) للتيجاني ، وذلك كتاب ( ليالي بيشاور ) لسلطان الواعظين السيّد محمّد الموسوي الشيرازي ، وغيرها الكثير.
وقفتُ موقفَ المتفرّج الذي لا يقوى على فعل شيء يقابل ما يجري حوله.
وبقيتُ على هذه الحالة إلىٰ أن زارتني إحدى صديقاتي ، فبينما كنّا نتجاذب أطراف الحديث في مواضيع مختلفة كانت تتدرج قليلاً قليلاً إلى أن وصل الحديث إلى الجانب الديني ، فسألتني كالمقتنصة : عن أي إمامٍ تأخذين فتاواك ؟
أجبتها بسرْعة : الشافعي ، وأنت ؟
تلعثمت بإجابتها كأنّها لم تصدّقني ! ثمّ قالت : أنا ، لا أدري ، لكنّي سمعتُ أبي يتحدّث عن الإمام أحمد بن حنبل وفتاواه !