٧٠٨ ـ ( ١٨٦٦٥ ـ أخبرنا عبد الرزاق ، عن ابن جريج ، قال : أخبرني عبيد الله ابن أبي يزيد ، قال : سمعت ابن عباس وذكر الخوارج عندهن فقال : ليسوا بأشد إجتهاداً من اليهود والنصارى وهم يصلون ) (١).
٧٠٩ ـ ( ١٨٦٧٨ ـ أخبرنا عبد الرزاق ، عن عكرمة بن عمار ، قال : حدثنا أبو زميل الحنفي ، قال : حدثنا عبد الله بن عباس رضي الله عنه ، قال : لمّا اعتزلت الحروراء فكانوا في دار على حدتهم ، فقلت لعليّ : يا أمير المؤمنين! أبرد عن الصلاة لعلّي آتي هؤلاء القوم فأكلمهم ، قال : إنّي أتخوفهم عليك ، قلت : كلا إن شاء الله تعالى ، قال : فلبست أحسن ما أقدر عليه من هذه اليمانية ، قال : ثم دخلت عليهم وهم قائلون في نحر الظهيرة ، قال : فدخلت على قوم لم أر قوماً قط أشد إجتهاداً منهم ، أيديهم كأنّها ثفن الإبل ، ووجوههم معلمة من آثار السجود قال : فدخلت. فقالوا : مرحباً بك يا ابن عباس! ما جاء بك؟ قلت : جئت أحدثكم عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، عليهم نزل الوحي ، وهم أعلم بتأويله ، فقال بعضهم : لا تحدثوه ، وقال بعضهم : والله لنحدثنه ، قال : قلت : أخبروني ما تنقمون على ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم وختنه ، وأوّل من آمن به؟ وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم معه؟ قالوا : ننقم عليه ثلاثاً ، قال : قلت : وما هن؟ قالوا : أوّلهن أنّه حكم الرجال في دين الله ، وقد قال الله : ( إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ ) (٢) ، قال : قلت : وماذا؟ قالوا : وقاتل ولم يسب ، ولم يغنم ، لئن كانوا كفاراً لقد حلّت له أموالهم ، ولئن كانوا مؤمنين لقد حرمت عليه دماؤهم ، قال : قلت : وماذا؟ قالوا : محا نفسه من أمير المؤمنين ، فإن لم يكن أمير المؤمنين فهو أمير الكافرين ، قال : قلت : أرأيتم إن قرأت عليكم من كتاب الله المحكم ، وحدثتكم من سنة نبيه صلى الله
____________________
(١) المصنف ١٠ / ١٥٣.
(٢) الأنعام / ٥٧ ، يوسف / ٤٠ ، ٦٧.