اُخرى » (١).
ومثل هذا الحل لا يتصف بالواقعية ؛ لأنّه سد باب الزواج أمام الزوجين الأمر الذي يدفعهما إلىٰ إشباع غريزتهما الجنسية بطرق غير شرعية.
وبعض التشريعات أخذت تضيّق الخناق علىٰ الزوج وتفرض عليه تبعات مالية من أجل ثني إرادته عن الطلاق ، فعلىٰ سبيل المثال لا الحصر : «يجيز القانون البريطاني الجديد للزوج تطليق زوجته بشرط أن يعطيها نصف ما يملك من ثروة أو مورد رزق» (٢).
تجدر الإشارة هنا إلىٰ أن بعض المفكرين الماديين يوجّهون سهام نقدهم اللاذع إلىٰ المنهج الإسلامي ؛ لأنه جعل الطلاق بيد الرجل وحده وحرم المرأة منه ، وقد فات هؤلاء انّ المنهج الإسلامي قد راعىٰ في تشريعه الواقعي طبيعة المرأة النفسية حيث تغلب عليها ـ في الغالب ـ العاطفة وتكون سريعة الانفعال في أوقات معينة ، فلا يصح ـ والحال هذه ـ أن يوضع بيدها قرار الطلاق الخطير الذي يهدد بانهيار الاُسرة لنزوة عابرة أو انفعال طارئ.
أما الرجل فإنّه أقدر من المرأة نوعاً ما علىٰ ضبط عواطفه والتحكم في انفعالاته ، فهو غالباً ما يحتكم للعقل لا سيّما وإن قرار الطلاق قد ينجم عنه خسارة مالية تطاله وحده.
علىٰ أن الإسلام (قد أباح الطلاق عن تراضٍ للطرفين في صورة الخلع ، بل أباح أنواعاً من الطلاق تستأثر بها المرأة إذا تنازل لها الزوج عن هذا الحق وأباح لها أن تشترط في عقد الزواج شروطاً خاصة ، ينفسخ العقد عند عدم
________________
١) الموسوعة الميسرة : ٥٠٥.
٢) كيف تسعد الحياة الزوجية : ٢١٧ نقلاً عن مجلة الاسبوع العربي ، العدد ٦٢١ آيار ١٩٧١ م.