نصب أعينهم عند اختيار شريكة العمر.
لقد كفل الإسلام للمرأة حق اختيار شريك العمر وأرشدها إلىٰ جملة من المواصفات التي يفضّل أن يتصف بها الشريك الصالح ، ونظراً لكون المرأة بطبعها عاطفية ورقيقة الحسّ ويغلب عليها الحياء ، فقد جعل الإسلام لأب الفتاة ولاية عليها ، وشرّك بينهما في عملية الاختيار التي تلعب دوراً مهماً في تحديد مصير البنت ومستقبلها.
وأبرز المواصفات التي يجب توفرها في الزّوج المثالي هي :
أ ـ أن يكون متديناً وذا خُلق حسن : وهما من أهم مرتكزات البناء الزوجي النموذجي ، فالرجل الذي لا يرتبط بدين ولا يتقيد بخُلق ، سوف يجعل حياة الزوجة جحيما لا يطاق ، وبالمقابل فإن الزوج المتدين الذي يتحسس المسؤولية في الحياة ، ويشعر برقابة الله الدائمة ، ويعلم بعاقبة أعماله في الآخرة سوف يوفّر لها سبل السعادة والنجاح في الحياة الزوجية.
وقد نقل لنا القرآن الكريم سابقة في هذا السياق ، متمثلة في احدىٰ بنات شعيب عليهالسلام التي أدركت ببصيرتها الإيمانية وتجربتها القصيرة مع موسىٰ عليهالسلام أنّه تتجسد فيه المواصفات الجسمية والخُلقية معاً فقد كان قوياً وأميناً ( قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ * قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ ... ) (١). (يا أبتِ استأجره لرعي ماشيتنا ، ليكفينا مؤنة هذا العمل ، فهو قوي وأمين ، وكأنّ النبي قد فطن إلىٰ المراد ، فأسرع إلىٰ تحقيق رغبة
________________
١) سورة القصص : ٢٨ / ٢٦ ـ ٢٧.