ذلك فانه يحثه علىٰ تجنب الغيرة في غير موضعها ؛ لأنها قد تؤدي بالمرأة إلىٰ الاعجاب والكبر وغيرهما من الخصال الذميمة ، فمن وصايا أمير المؤمنين عليهالسلام لابنه الامام الحسن عليهالسلام : « .. وإياك والتغاير في غير موضع غيرة ، فإنَّ ذلك يدعو الصحيحة منهنَّ إلىٰ السقم.. » (١).
ويتضمن آداب الدخول إلىٰ الاُسرة وآداب الجماع :
للإسلام في هذا الباب آداب حضارية ، يمكن اختصارها بالنقاط التالية :
١ ـ الدخول من الأبواب : قال تعالىٰ : ( .. وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَن تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِن ظُهُورِهَا وَلَـٰكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَىٰ وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا.. ) (٢). فالقرآن يُعلِّم المسلمين أدباً رفيعاً من أجل صيانة حرمة الاُسرة وعدم هتك ستر أفرادها ، إذ إن دخول البيوت من أبوابها يُبعد الشبهات والظنون السيئة التي يمكن أن تثيرها النفوس المريضة بما يسيء إلىٰ سمعة العائلة.
٢ ـ الاستئناس والسلام : قال تعالىٰ : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّىٰ تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَىٰ أَهْلِهَا ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ * فَإِن لَّمْ تَجِدُوا فِيهَا أَحَدًا فَلَا تَدْخُلُوهَا حَتَّىٰ يُؤْذَنَ لَكُمْ وَإِن قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا هُوَ أَزْكَىٰ لَكُمْ وَاللَّـهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ ) (٣).
________________
١) تحف العقول : ٨٧.
٢) سورة البقرة : ٢ / ١٨٩.
٣) سورة النور : ٢٤ / ٢٧ ـ ٢٨.