النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : « رحم الله رجلاً قام من الليل فصلّىٰ وأيقظ امرأته فصلّت ، فإن أبت نضح في وجهها الماء ، رحم الله امرأةً قامت من الليل فصلّت وأيقظت زوجها ، فإن أبىٰ نضحت في وجهه الماء » (١).
وفي هذا الاطار لابدّ من إلفات النظر إلىٰ أن الإسلام قد ربط بين قبول الصلاة وكمالها ، وبين العلاقة الزوجية وطبيعتها ، ويكفي شاهداً علىٰ ذلك ما ورد في وصية النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم للإمام علي عليهالسلام : « .. يا علي ثمانية لايقبل منهم الصلاة.. والناشزة وزوجها عليها ساخط.. » (٢).
من جانب آخر يعتبر الصيام أحد الطاعات التي تفرز معطيات روحية واجتماعية أبرزها التقوىٰ وابتلاء اخلاص الخلق ، قال تعالىٰ : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ.. ) (٣).
وقال أمير المؤمنين عليهالسلام : « فرض الله الإيمان تطهيراً من الشرك ، والصلاة تنزيهاً عن الكبر ، والزكاة تسبيباً للرزق ، والصيام ابتلاءً لاخلاص الخلق.. » (٤). ولاشكّ بأن الإخلاص للخالق يستتبع إخلاصاً في التعامل مع المخلوقين وخاصة مع الأهل أو الزوج.
ثم إنَّ الصيام يكتسب قبوله وكماله من الالتزام السلوكي العالي للفرد المسلم مع الآخرين ، عن فاطمة الزهراء عليهاالسلام أنها قالت : « ما يصنع الصائم بصيامه إذا
________________
١) سنن أبي داود ٢ : ٧٠ / ١٤٥٠ باب الحث علىٰ قيام الليل. ط ـ دار الفكر.
٢) مكارم الأخلاق / الطبرسي : ٥٠٠.
٣) سورة البقرة : ٢ / ١٨٣.
٤) نهج البلاغة ، ضبط صبحي الصالح : ٥١٢ / حكم ٢٥٢.