فقال عزَّ من قائل : ( وَمِنْ آيَاتِهِ
أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ
لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ )
.
وإذا طالعنا السُنّة المباركة نجد أنَّ
الرسول الأكرم صلىاللهعليهوآلهوسلم
قد وضّح لنا الرغبة الالهية للبناء الاسري القائم علىٰ أساس الزواج ، وذلك بقوله صلىاللهعليهوآلهوسلم
: «
ما بني بناء في الإسلام أحبُّ إلىٰ الله من التزويج »
.
وحرص صلىاللهعليهوآلهوسلم
علىٰ إبراز المعطيات الإيجابية للزواج تشجيعاً للشباب من أجل الإقدام عليه عندما قال صلىاللهعليهوآلهوسلم
: «
يا معشر الشباب ، من استطاع منكم الباه فليتزوج ، فإنّه أغضُّ للبصر وأحصن للفرج.. »
.
وبصرف النظر عما ورد في النقل ـ من آيات
وروايات ـ بخصوص الترغيب في الزواج فإن العقل يحكم بضرورته لكونه السبب المباشر وراء تشكيل أول خلية اجتماعية ، هي الاُسرة ، التي ترفد المجتمع بأفراد صالحين يسهمون في بنائه وتطويره وفق أُسس سليمة بعيدة عن أسباب الانحراف والابتذال.
ومن هذه الجهة يكشف لنا الإمام الرضا عليهالسلام ضرورة الزواج
الاجتماعية ، التي يستقل بادراكها العقل بغض النظر عن الشرع ، فيقول عليهالسلام
: «
لو لم يكن في المناكحة والمصاهرة آية محكمة منزلة ولا سُنَّة متبعة ، لكان فيما جعل لله فيها من برّ القريب وتآلف البعيد ما رغب فيه العاقل اللبيب ، وسارع إليه الموفق المصيب... » .
________________