فقال عزَّ من قائل : ( وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ) (١).
وإذا طالعنا السُنّة المباركة نجد أنَّ الرسول الأكرم صلىاللهعليهوآلهوسلم قد وضّح لنا الرغبة الالهية للبناء الاسري القائم علىٰ أساس الزواج ، وذلك بقوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : « ما بني بناء في الإسلام أحبُّ إلىٰ الله من التزويج » (٢).
وحرص صلىاللهعليهوآلهوسلم علىٰ إبراز المعطيات الإيجابية للزواج تشجيعاً للشباب من أجل الإقدام عليه عندما قال صلىاللهعليهوآلهوسلم : « يا معشر الشباب ، من استطاع منكم الباه فليتزوج ، فإنّه أغضُّ للبصر وأحصن للفرج.. » (٣).
وبصرف النظر عما ورد في النقل ـ من آيات وروايات ـ بخصوص الترغيب في الزواج فإن العقل يحكم بضرورته لكونه السبب المباشر وراء تشكيل أول خلية اجتماعية ، هي الاُسرة ، التي ترفد المجتمع بأفراد صالحين يسهمون في بنائه وتطويره وفق أُسس سليمة بعيدة عن أسباب الانحراف والابتذال.
ومن هذه الجهة يكشف لنا الإمام الرضا عليهالسلام ضرورة الزواج الاجتماعية ، التي يستقل بادراكها العقل بغض النظر عن الشرع ، فيقول عليهالسلام : « لو لم يكن في المناكحة والمصاهرة آية محكمة منزلة ولا سُنَّة متبعة ، لكان فيما جعل لله فيها من برّ القريب وتآلف البعيد ما رغب فيه العاقل اللبيب ، وسارع إليه الموفق المصيب... » (٤).
________________
١) سورة الروم : ٣٠ / ٢١.
٢) مكارم الأخلاق / الطبرسي : ١٩٦.
٣) مكارم الأخلاق : ١٩٧.
٤) مكارم الأخلاق : ٢٠٦.