ثم إنّ الاعراض عن الزواج في الغرب ، والاكتفاء
بالاتصال الجنسي بدون زواج ، قد خلق مشكلة تهدّد بقاء الاُسرة ، كما أنّ عمل المرأة خارج البيت وبالتالي استقلالها الاقتصادي عن الرجل قد أضعف من سلطته وقيمومته ، كما ترك عملها خارج المنزل أثراً عكسياً علىٰ تربية الأطفال والاهتمام بشؤون البيت ، ونتيجة لذلك فقد هاجم كثير من علماء الغرب عمل المرأة ، حتىٰ إنه (نشأت في انجلترا جمعية قوية تعمل علىٰ مقاومة اتجاه النساء إلىٰ العمل
في المصانع والشركات والمصالح الحكومية وإهمالهن البيوت) .
وهكذا نجد انعطافاً اجتماعياً حاداً في
أنماط السلوك الغربي نتيجة لاضعاف دور الاُسرة ، يقول بعض الباحثين الاجتماعيين : (إننا لوعدنا إلىٰ مجتمعنا
الذي نعيش فيه فزرنا السجون ودور البغاء ومستشفيات الأمراض العقلية ، ثم دخلنا المدارس وأحصينا الراسبين من الطلاب ، ثم درسنا من نعرفهم من هؤلاء لوجدنا أن معظمهم حُرموا من الاستقرار العائلي ، ولم يجد معظمهم بيتاً هادئاً من أب يحدب عليهم وأُمّ تدرك معنىٰ الشفقة ، وفساد البيت كان السبب في ضياع هذا الجيل الذي لا يعرف هدفاً ، ولا يعرف له مستقراً) .
ولم تقتصر هذه المعطيات السلبية
علىٰ الاُسرة فحسب ، بل امتدّ نطاقها وانعكس علىٰ المجتمع بأسره ؛ لأنّ انحلال وفساد الجيل سوف يؤدي إلىٰ عواقب
وخيمة قد تسبب هزيمة الدولة ، فعندما ركعت فرنسا تحت أقدام ألمانيا في الحرب العالمية الثانية صاح «بيتان» في قومه : (لم تريدوا أطفالاً وهجرتم حياة الاُسرة ، وانطلقتم وراء الشهوات تطلبونها في كلِّ مكان ، فانظروا إلىٰ أي
مصير
________________