منهم إلاّ سرّ بإتياني لقربي من رسول الله صلى الله عليه وسلم ) (١).
ومن أظهر الشواهد على تلقّيه عن الأكابر من الصحابة ، وتأكيده على صحة سماعه منهم بقوله : ( سمعته مِن فِيه إلى أذني ) هو سماعه من أكبر الصحابة سنّاً ، وأعلاهم شأناً بعد أهل البيت حيث جعله النبيّ صلى الله عليه وسلم واحداً من أهل البيت ، وذلك هو الصحابي الجليل سلمان المحمّدي رضي الله عنه ، فقد سمع منه حديث بدء إسلامه من فيه إلى أذنه ، وهو حديث لا يخلو من عظة للقارئ مع ما فيه من فائدة تاريخية مجهولة لدى الكثير من المسلمين ، سنقرؤه وحديثين آخرين رواهما ابن عباس عن سلمان رضي الله عنه لهما دلالتهما في الأدب النبوي الرفيع الذي تعلّمه سلمان رضي الله عنه فحدّث به ليتعلّمه المسلمون ، ولكن مع الأسف أنّى لهم ذلك وقد خدعتهم الدنيا بزخرفها وازيّنت لهم فأنستهم تلك التعاليم التربوية ، فكيف بمن أتى من بعد تطاول القرون.
وإلى القارئ ما أسنده ابن عباس عن سلمان رضي الله عنه :
حدّثنا أحمد بن عبد الله بن عبد الرحيم البرقي ، ثنا عبد الملك بن هشام السدوسي ، ثنا زياد بن عبد الله البكائي ( ح ).
وحدثنا محمّد بن عبد الله الحضرمي ، ثنا محمّد بن عبد الله بن نمير ، ثنا يونس بن بكير ( ح ).
____________________
(١) الطبقات ٢ / ق ٢ / ١٢٤.