( ٨٤٨ ) ، اتفق الشيخان منها على ٦٤ حديثاً ، وانفرد البخاري بواحد وعشرين حديثاً ، ومسلم بخمسة وثلاثين حديثاً ) (١).
ولمّا كان حديث ابن مسعود أقلّ من ألف جعلته آخر المكثرين ، وبه مسك الختام وتمام الكلام عن كشف الحساب عن مرويات المكثرين من الصحاب الكرام.
ونعود الآن إلى محاسبة الذين نفوا أن يكون ابن عباس سمع من النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم الحديث إلاّ عدداً يسيراً ، حددّه القطان بعشرة ، وغندر بتسعة ، والغزالي بأربعة ، وحكى ذلك عنهم ابن حجر في ( تهذيب التهذيب ) في آخر ترجمة ابن عباس ، بعنوان فائدة. وقد تنظّر في ذلك فقال : ( وفيه نظر ففي الصحيحين عن ابن عباس ممّا صرح فيه بسماعه من النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم أكثر من عشرة ، وفيهما ممّا يشهد فعله نحو ذلك ، وفيهما ممّا له حكم الصريح نحو ذلك ، فضلاً عما ليس في الصحيحين ... ) (٢) اهـ.
ووافقه من المحدثين المعاصرين الدكتور محمّد رواس قلعه جي ، فقد ذكر ما سبق عن ابن حجر ثمّ قال : ( ونحن نقول كما قال ابن حجر : هذا كلام فيه نظر ) ، ثمّ أعاد ما قاله ابن حجر في أحاديث ابن عباس التي فيها تصريح بالسماع وما يشهد فعله ، وممّا له حكم الصريح.
وخير ما نعقب نحن به على ما قاله ابن حجر وتنظره ، أن نقف وقفة عابرة مع الغزالي. فإليها :
____________________
(١) الحديث والمحدّثون / ١٤٧.
(٢) تهذيب التهذيب ٥ / ٢٧٩.