صلاة للخوف من ظالم : قال اغتسل وصل ركعتين واكشف عن ركبتيك ، و
____________________
سورة المنافقون « سواء عليهم استغفرت لهم أم لم تستغفر لهم لن يغفر الله لهم ان الله لا يهدى القوم الفاسقين » ، حتى أنك لو استغفرت لهم سبعين مرة كما صنعت قبل ذلك لحمزة سيد الشهداء ، فأجابك الله وبلغ الدرجات العلى ، لا يجديهم نفعا ، ولم يكن الله ليفغرلهم ، ذلك ، بأنهم كفروا بالله فكيف يتسغفرونه؟ وكفروا بالرسول فكيف يستشفعون منه؟ و فسقوا عن أمر ربهم مصوين على مضادتهم والله لا يهدى القوم الفاسقين.
ولو أنهم اذ ظلموا أنفسهم جاؤك ـ مؤمنا ـ فاستغفرو الله ـ مخلصا ـ واستغفر لهم الرسول ـ تحننا واشفاقا ـ لوجدوا الله توابا رحيما.
وأما رقم السبعين ، فلادخالة لها في الغفران لا نفيا بالنسبة إلى المنافقين والمشركين ولا اثباتا بالنسبة إلى المؤمنين كحمزة سيد الشهداء ، وانما صلى رسول الله على حمزة و استغفر لهه سبعين مرة ، لان قتلى احد كانوا وهو أحدهم : خصه بواحد منها وأشركه مع السائرين فصارت سبعين ، ولو أنهم كانوا أقل من ذلك أو أكثر لصلى عليه معهم عدد القتلى من دون زيادة ونقيصة ، كما أن وصيه أمير المؤمنين على بن أبيطالب عليه الصلاة و السلام على سهل بن حنيف خمسا كذلك.
وأما ما قد يقال : إن رسول الله صلىاللهعليهوآله لم يصل على شهيد ، فهذا انما كان بعد نزول قوله تعالى : « ان الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعدا عليه حقا في التوراة والانجيل والقرآن ، ومن أوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذى بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم » براءة : ١١١.
فعلى ما مر في ج ٧٩ ص ٢٠٨ وغير ذلك من الموارد : الشراء والاشتراء هو ما نسميه في عرفنا بالعرضة والتقاضى فالشازى من له متاع قد عرضه للبيع ولم يبعه بعد والمشترى من له حاجة بمتاع ويأتى السوق ليجده ويبتاع ، ولم يجده بعد ، فاذا وجده عند ذاك الشارى وابتاعه منه فقدتم البيع وحينئذ يكون أحدهما البايع والاخر المبتاع وانتفى الشراء والاشتراء.
فمعنى الاية أن الله عزوجل مشتر يتقاضى ويطالب من المؤمنين أنفسهم وأموالهم