القصير الذي لا يمنع المشاهدة ويمنع الاستطراق ، ولو خرجت الصفوف المتخللة بين الامام وبينه عن الاقتداء ، إما لانتهاء صلاتهم أو لعدولهم إلى الانفراد ، وحصل البعد المانع من الاقتداء ، قيل تنفسخ القدوة ، ولا يعود بانتقاله إلى محل الصحة ، وقيل يجوز تجديد القدوة مع القرب إذا لم يفعل فعلا كثيرا وذكر بعض المحققين
____________________
يصح باطلاقه اذا كان هناك جدار أو حائل قصير لا يمكن أن يتخطى عادة ويتجاوز منه ، و أما التعبير عن المسافة الكثيرة فغير صحيح باطلاقه ، فان كل مسافة فهى قابلة لان يتخطى ، الا أنها قد يتخطى بخطوة أو خطوتين وقد لا يتخطى الا بخطوات غير يسيرة ، ومن أراد بقوله : « ما لا يتخطى » المسافة الكثيرة ، لابد وأن يقيد كلامه فيقول : بينهما مالا يتخطى بخطوة واحدة أو بخطوتين وغير ذلك.
بل ولو كان أراد عليهالسلام بقوله « ما لا يتخطى » المسافة لكان الانسب أن يقول : « بينهما أكثر من خطوة أو خطوتين « أو يعين المسافة بالشبر والذراع وغير ذلك من المقادير المتعارفة ، ولذلك عبر أبوعبدالله عليهالسلام في حديث حدثه عبدالله بن سنان فقال : أقل ما يكون بينك وبين القبلة مربض عنز وأكثر ما يكون مربض فرس ».
وأما تفسير الحديث « يكون قدر ذلك مسقط جسد انسان اذا سجد » فليس بتفسير لما لا يتخطى ، بل كلاهما تفسير لحد التواصل ، ولفظ الحديث هكذا : « وقال أبوجعفر (ع) ينبغى أن تكون الصفوف تامة متواصلة بعضها إلى بعض ولا يكون بين الصفين ما لا يتخطى ، قدر ذلك مسقط جسد انسان اذا سجد » ، فان « ذلك » اشارة إلى التواصل ، ولا يحصل الا بأن يكون مسجد الصف المتأخر قبيل مقام الصف المتقدم ، وهو مسقط جسد انسان اذا سجد ، وهذه المسافة هى أكثر ما يحتاج عن التباعد بين الصفين بحيث اذا زيد عليه ، أخل بالتواصل.
فكما أن قوله : « يكون قدر ذلك » الخ تفسير للتواصل : تواصل الصفين من حيث المسافة يكون قوله عليهالسلام « ولا يكون بين الصفين » الخ تفسيرا للتواصل من حيث الحائل فان الحائل اذا كان بحيث لا يتخطى كان فاصلا بين الصفين ، وقد كان التواصل والاجتماع لازما في كل حالات الصلاة حتى في حالة السجدة ، وهذا فاصل مخل بالتواصل فلا يجوز.